لا تجعلوني اميرة...
العصر الفكتوري...قد يبدو حلماً بالنسبة للبعض عصر الفالس الرشيق والأمراء الوسيمين والحب الشاعري الفساتين المزركشة القصور الفخمة النبلاء مع كبرياءهم، حسناً... أنا لست منهم اطلاقاً...ستعرفون السبب لاحقاً لكن كل ما فيه من مظاهر فاتنةٍ جعلته يبدو حقبةً جذابةً لتقتبسه العديد من الروايات والمانجا وحتى الانميات والمانهوا اينما ذهبت بعالم القصص المصورة اصبحت ارى الأميرات والأمراء، هذه ماتت بعالمها الأصلي فتجسدت كأميرة هذه اصبحت ابنة الدوق تلك عادت بالزمن لتنقذ زوجها الملك تلك تحاول النجاة من أن تقتل اخ..لماذا لم يعد للبطلات شيءٌ يفعلنه الا التجسد والعودة بالزمن عندها لم اتخيل قط أنه سيأتي هذا اليوم الذي اصبح فيه واحدةً منهن لكن...ذاك اليوم فتحت عيني على سقفٍ غير مألوف ما هذا زنار؟! كان مطرزاً للغاية وثريةٌ براقةٌ في السقف كأنها مصنوعةٌ من الألماس بينما كنت سارحةً احاول فهم ما هذه المناظر الفاخرة التي أراها فجأة ظهر أمامي وجه طفلٍ لطيف كان كتلة براءةٍ بخدود منفوخة وعيون زرقاء واسعة كالمحيط حدق بي بفضولٍ ودهشة وأنا كنت أشد دهشة ليس من ملابسه الفاخرة والأنيقة قميصٌ أبيض مع ربطة عنق ولا دبوس الملابس الباهظ الذي يضعه لكن هذا الطفل إنه وسيم! أحد الشخصيات التي تخيلتها ورسمتها في عالمي ماذا يفعل هنا؟! ولماذا هو ظريفٌ وصغيرٌ هكذا أيضاً امرأة بدى أنها تحملني...مهلاً لحظة..هذه...لا لا لا ارجوكم اخبروني انها مزحةٌ سمجة رجاءً قولوا أن الأمر ليس كذلك! لكن مع الأسف يهتف الطفل بكلماتٍ أكدت لي أن ما أفكر به صحيح اذ قال بلهفة"انظري ماما اهتي الصغيرة استيتذت"اههه كلاااا بالطبع إنها صدمة كبيرةٌ أنني تجسدت كطفلةٍ رضيعةٍ لكن لماذا من بين جميع شخصياتي هذه المرأة بالذات هي أمي! بعد هذا أصبحت قلقةً حقاً من أن يكون الشخص الذي ببالي هو الأب اردت بشدةٍ أن أكون مخطأةً لكن بقرارة نفسي كنت أعلم أنني لست كذلك من قد يتزوج هذه المرأة غيره! فعلاً دخل رجلٌ بملابس انيقة بذلة رسمية مزركشة ككل شيء في هذا المكان بشعره البنفسجي الطويل الناعم والعيون البنية لا ريب في ذلك إنه بلا شك الوغد واعد! في تلك اللحظة تمنيت لو يمكنني العودة لبطن والدتي ولا اولد اطلاقاً ناتسومي وواعد يبدوان امرأة شقراء بريئة فاتنة الجمال والتهذيب وشاب وسيم نبيل وانيق إن حكمنا من المظهر فهما ثنائي ممتاز لكنهما في الحقيقة شابٌ معقدٌ وامرأةٌ عديمة الشخصية أسوء ثنائي وأبوان بالتاريخ وأنا الآن خلقت ابنةً لهما! انهما تطبيقٌ عملي للمثل لا تحكم على الكتاب من عنوانه! ما هذه المصيبة التي حلت علي فوق ذلك هذا الوغد يقترب مني سائلاً
“استيقظت؟ ما هذا التعبير المضحك؟â€
ما هذه الابتسامة أنت ابتعد عني في الحال أنا لست ابنتك! تباً إنه يحملني انزلني ماذا سأفعل كطفلة بالطبع لم يكن لدي سلاحٌ آخر انجو به غير البكاء فبدأت ابكي بصوتٍ عالي حتى أعادني بسرعةٍ الى زوجته وملامح الارتباك باديةٌ على وجهه هدأت والدموع لاتزال بعيني بالطبع أنا اكره عديمة الشخصية هذه كذلك لكنها أفضل بمراحل من ذاك الوغد واعد وسيم اقترب وبدأ يمسح على شعري بلطف بينما ملامح الراحة ارتسمت بوضوحٍ علي آآهه يبدو أن هذا الملاك الصغير سيكون الشيء الوحيد الجميل بحياتي الثانية هذه، من يفترض أنهما أبوي كانا يتساءلان بشأني
"ليزي لماذا تتصرف هكذا..؟"قال واعد مستاءً فردت عليه ناتسومي التي يبدو أن اسمها في هذا العالم ليزي "لا أعلم...إنها طفلةٌ في نهاية المطاف ربما خافت أن وجهاً غير مألوفٍ حملها لكن...يفترض أن لا تعي ذلك في هذا السن هذا تصرفٌ غريبٌ حقاً اتساءل إن كانت تحتاج شيءً ماÂ
تقوم ليزي بشم حفاظتي لترى إن كنت ملأتها شعورٌ مزعجٌ فعلاً أن أعامل كطفلةٍ وأنا كبيرةٌ من الداخل لكن علي الصبر كي لا اثير الشبهات، يبدو أن الاستياء كان واضحاً على وجهي فيقترب الوغد واعد ويقرصه ضاحكاً"ههه ما هذا الوجه المتجهم"حاولت عض يده لكن تباً لا أملك أسنان بعد فبدأت ابكي اترك وجهي يا رأس الباذنجان العفن كيف تقرص وجه طفلٍ حديث الولادة وتسمي نفسك أباً أود أن اعرف من المجنون الذي أعطاك رخصة الأبوة! بدأت ليزي بهزي لتهدئتي وهي تقول"لم تملأ حفاظتها غريب لماذا تبكي"اشعرتني بالدوار كفي عن هزي ابعدي هذا الوجه العفن عني فقط وسأهدأ! تسألني بعدها "هل أنت جائعة؟" عفواً أنا رضيعةٌ الآن بالطبع لا يمكنني أن اجيبك! حاولت اطعامي لكنني رفضت بالطبع فأنا بالغة احضري لي رضاعة او طعام بالغين إن اردتني أن آكل!سألتني باستغراب"لماذا تفعلين هذا الست جائعة فبدأت ابكي على ما يبدو..سوف أبكي كثيراً من الآن فصاعداً مع هذان الزوجان الغبيان...احضرا لي رضاعة! كيف افهمها هذا وأنا لا أستطيع الكلام!مهلاً لحظة...إنه العصر الفكتوري ربما لم يتم اختراع الحليب المصنع بعد؟! اخ...لا خيار إنه من أجل البقاء على قيد الحياة فقط…

بطريقةٍ ما...اكملت الخمس سنواتٍ في هذا العالم...عندما كنت رضيعةً عدى أنني كنت مطرةً للبكاء كلما حاول الوغد واعد المسمى في هذا العالم كلود حملي كل شيءٍ آخر كان بخير فكل ما كان علي فعله هو النوم والأكل
لكن مؤخراً تلك الليزي بدأت تلاحقني و تضايقني حقاً لاحسن التصرف أيضاً ارتداء الفساتين المنفوخة الضخمة كان مزعجاً للغاية لهذا سرقت بناطيل أخي عندما كان بعمري وارتديتها لأخرج بعدها للحديقة الشيء الوحيد الإيجابي في كبري تمكني من الذهاب وحدي لمكاني المفضل متى أحببت قررت محاولة صناعة صبغة لاستخدمها بالتلوين نحن عائلة الدوق كلود نبلاءٌ نعيش في قصرٍ ضخمٍ فخمٍ واسع القصر غير مهمٍ بالنسبة لي فالشيء الذي لطالما حلمت برؤيته الحدائق بالعصر الفكتوري بالفعل الحديقة كانت منسقةً ومملوءةً بكل أنواع الزهور والورود الآسرة الجمال جوري ياسامين اقحوان بنفسج زنبق قرنفل والكثير الكثير من الأنواع الزاهية وأنا محاطةٌ بكل تلك الألوان والروائح اخذني السرور وشعرت أنتي أطير لعالمٍ آخر مهلاً..أنا بعالمٍ آخر بالفعل... بدأت اجري وامرح بينها حينها جاءت تلك المرأة تقطع نشوتي مع نظرةٍ مصدومة كأنها رأت شيءً مروعاً ترفع فستانها المزركش وتقترب مني كانت كالدمية حتى وهي توبخني تمسك يدي وتقول بتأنيب"ايلي! ما هذا الذي ترتدينه لا تجري هكذا ستقعين"
ايلينا هو اسمي الجديد في هذا العالم اجبتها باستياء
“إنني العب فقط يا أمي!â€
لم تقتنع بكلامي فاقتربت مستاءة معاتبة
“الفتاة المهذبة يجب أن لا تجري هكذا أيضاً لماذا ترتدين ملابس أخوك؟ â€
اجبتها باستياء اكبر
“انها مريحة اكثر من ذاك الفستان الضخم المنفوش الذي ارادت الخادمات الباسه لي â€
تأنبني بوجهٍ جامدٍ وصوتٍ هادئٍ قائلةً
“هذا لا يصح اطلاقاً...تعالي لنبدلهâ€
شدتني خلفها وأنا اصرخ بالرفض
“ لا أريد دعيني دعيني!â€
كطفلة كنت اضعف منها فلم استطع الافلات مهما فعلت لهذا عضضت يدها لتفلتني وهربت للبعيد بينما اخذت تصرخ علي لكنني تجاهلتها واختبأت في الحديقة لم اتخيل يوماً قول ذلك لكنني أحفظ كل ازقة هذا المنزل بما أنه لا هاتف ولا نت في هذا المكان اصبح لدي الكثير من الوقت لدرجة أنني أصبحت استكشف القصر الضخم كلما شعرت بالملل حفظت جميع الأماكن الجيدة للاختباء واصبحت استخدمها كلما لعبت الغميضة مع أخي كيث أو بأوقاتٍ كهذه انها مفيدةٌ حقاً،بعدما يأست ليزي من إيجادي وذهبت خرجت اجمع بتلات زهورٍ بألوانٍ مختلفةٍ حتى أبدأ عملي حاولت طحن الزهور وخلطها مع الماء او الزيت لكن بلا فائدة لونها كان باهتاً جدا ولم يعد جميلاً جداً كنت محبطةً عندما سمعت صوت اخي كيث الذي هو اسم وسيم في هذا العالم نزل مع الوغد كلود من العربة يبدو أنهما كانا في جولةٍ لمكانٍ ما، من عيشي في هذا المكان لاحظت أن الوغد كلود يحب أخي كيث فهو يأخذه في جولةٍ بين الفينة والأخرى كالآن حسنا دائماً ما كان ابن بابا المفضل حتى في قصصي لذا هذا ليس غريباً عليه، يبدو أنهما استمتعا عندما يلحظني أخي كيث يجري إلي بفضولٍ يرى ما أفعل سائلاً"ماذا تفعلين"اجبته وأنا منهمكةٌ بعملي"أحاول صنع صبغةٍ لارسم لوحةً جميلةً بها لكنني لم اتمكن من ذلك"سألني بلهجةٍ خائبةٍ قليلاً"لماذا لا تشترين واحدةً من الدكان وحسب؟"رددت عليه بغضب "احدهم لا يعطيني مصروف لأنني لا اتصرف حسب مزاجه"يقترب الوغد كلود مني بوجهٍ متجهم ويصرخ في وجهي"متى كان التصرف اللائق مزاجاً ما هذه الملابس لماذا أنت ملطخةٌ هكذا!؟"تجاهلته وادرت له وجهي بغضب لا شأن لك ما الذي أرتديه لكن هذا زاده غضباً فصرخ بوجهي بصوتٍ عالي"ما هذا السلوك الوقح انظري في وجهي عندما اكلمك!"لم ارد عليه فامسكني من قبة القميص ورفعني قائلاً"يبدو أنك تحتاجين الى بعض التهذيب"بدأت اتحرك في يده محاولةً النزول لكن دون فائدة ادخلني الى مكتبه الواسع ورماني على السجاد الأحمر بعنف وصرخ "هيا اعتذري واذهبي لتبديل ملابسك وإلا فسأضربك" مددت لساني له وقلت بعناد"حتى لو ضربتني لن اغيرها لا شأن لك فيما ارتديه" التقط عصا معلقة على الجدار المزغرف وبدأ بضربي لكنني لم اغير موقفي فأنا اعلم لو استسلمت له الآن وفعلت ما يريد لمجرد أنه ضربني فسيستعمل هذه الوسيلة كل مرة لسلبي شيءً جديداً لذا من الأفضل أن أتحمل الضرب لأفعل ما أريد كان مؤلماً لكن خسارة نفسي للاستماعي له مؤلمٌ أكثر أتى أخي كيث وقام باحتضاني لتغطيتي وهو يتوسل والده قائلاً"أبي إنها لا تزال صغيرةً ولا تعرف ما تفعل لا يجب أن تضربها هكذا هيا ايلي اعتذري الى بابا لأنك كنت غير مهذبةٍ معه"نظرت للوغد كلود بعبوس وقلت بحدة "لن اعتذر أبداً فهو المخطئ لا شأن له في ما أرتديه" صرخ كلود بأخي كيث مغطاظاً "ابتعد!" وكيث قاطعه "لكن أبي!"عاود الصراخ بوجهه قائلاً"لا تتدخل في هذا هيا اخرج!" لم يفلتني كيث بل رجى أبي قائلاً "ارجوك سامحها من أجلي هذه المرة" لم يقتنع أبي بل أمسك أخي كيث وشده ليبعده عني عندها وصلت والدتي تسأل ببرود"ما الذي يحصل هنا؟"هذه المرأة لا فائدة منها في قصتي هي لم تتدخل لحماية أطفالها من زوجها الطاغية إطلاقاً بل فضلت أن تكون زوجةً مطيعةً له مهما فعل لذا...لا أتأمل منها شيءً لكن أخي كيث كان يفعل فقط جرى نحوها قائلاً "ماما أبي ضرب ايلي بالعصا لأنها كانت وقحةً معه"نظر كلود بكشرة الى ليزي وقال"خذي كيث واخرجا من هنا"ظلت ساكتةً لبعض الوقت ثم قالت له"إنها لا تزال صغيرة ليس من الصحيح معاملتها بهذه الطريقة"فصرخ في وجهها "طريقة صحيحة؟ بسبب افراطك في تدليلها أصبحت سيئة الخلق هكذا!"تجيب ليزي مدافعةً عن نفسها"لم أفعل لقد كنت أأنبها كما يجب لكنها لا تستمع "تقبض ليزي يدها حيث قمت بعضها لقد تسترت علي ولم تقل له أي شيءٍ لكن هذا يجعلها تبدو بصورةٍ أشد سوءً عند الوغد كلود ثم تقول وهي تحملني"سوف أقوم أنا بتوبيخها"تخرج بي مع كيث تاركةً الوغد كلود وحده بالغرفة كنت مغطاظةً منه لذا مددت له لساني كان مغطاظاً هو الآخر من الغضب فلم ينتبه لي كان منظره مسلياً حقاً تأخذني ليزي الى الخارج ثم تضعني أرضاً وترمقني لأول مرةٍ نظرات استياءٍ واضحة مع علمي أن جعل هذه السيدة تغير تعبيرها الجامد غايةً في الصعوبة أشعر أنني قمت بانجازٍ مذهل قالت لي بلهجةٍ حزينةٍ يائسة"إيلي...كيف أجعلك تحسنين التصرف؟"رددت عليها باصرار"أنا لم أفعل شيءً خاطئً"سألتني "ألم تتصرفي مع بابا بقلة تهذيب؟" قلت بغضب"ذلك لأنه تدخل في ما أرتدي لا شأن له بذلك"تجيبني بلهجة حزن فيها شيءٌ من التعجب"لأنك تلبسين شيءً لا يجب على الفتيات أن ترتديه طبعاً سيمنعك بابا من ذلك"نفخت خدودي بغضبٍ واكملت"إذا ماذا على الفتيات أن ترتدين فستان مزركش ضخم لا يمكنهن المشي ولا اللعب ولا الحركة به دون التعثر؟"أخي كيث كان واقفاً يستمع للحديث لذا اقترح محاولاً حل المشكلة"ما رأيك أن تحسني التصرف مقابل أن نشتري لك صبغات الرسم التي تريدينها؟ادرت وجهي ورددت"لا"بالطبع أنا أردت تلك الأدوات لكن ليس مقابل حريتي إن أعطيتهم المجال بالتحكم بي فهم لن يتوقفوا أبدا لذا لا بد من رسم حدودٍ واضحةٍ حول الخصوصية التي لا يجوز لأحدٍ انتهاكها بدى أخي وامي محبطان ولكن...لن أسعد أحداً على حساب رضى نفسي مسحت ماما على رأسي وقالت لي بشيء من التردد"عندما كنت بسنك...تمنيت الركض واللعب كإخواني بدى ذلك ممتعاً لكن أمي كانت تنهاني عن ذلك كنت انزعج لكن كنت اطيع ما يطلب مني وأنا الآن أفهم أنها لم تمنعني عن ذلك لتضايقني بل هي فقط أرادتني أن أكون سيدةً نبيلةً محترمة"نظرت الى ماما بجدية وسألتها"وهل أنت الآن سعيدة؟"أجابتني"بالطبع أنا كذلك لقد تزوجت والدك وحظيت بكما"لا يمكنك الكذب علي فأنت شخصيتي وأنا أعرفك أكثر من أي أحدٍ آخر لهذا قلت "ماما أنت كالشمعة"سألتني مستغربة"شمعة؟"فقلت"من يراها يعجب بنورها لكنه لا يعلم أن هذا النور الجميل نابعٌ عن احتراق جسدها وأنه سيكون سبب موتها يوماً ما أنت هكذا تضعين رضى الآخرين أمام رضى نفسك فتتخلين عن ما بدى لك ممتعاً لتقول لك أمك أنك فتاةٌ جيدة أنا العكس منك سواءً قيل لي جيدة أم سيئة طالما رغبتي ليست مؤذية ولا مضرة فأنا لن أتخلى عنها لرضى أحد أخبريني ما الفائدة إن ابتسم الجميع لي لكن أنا لا أرتدي الشيء الذي أحبه لا أفعل ما أحب ولا شيء حولي يرضيني أنت ربما كلود وأبوك راضيان عنك هكذا لكن أنت لست راضيةً عن نفسك لست سعيدة أنا لا أطمح أن أصبح دميةً مطيعةً تحرق نفسها لتسعد غيرها مثلك"صدمت أمي بشدة مما قلته أعلم السبب ما قلته غالباً هو الواقع لقد لمست جرحاً حساساً داخلها لكن...إن لم أفعل ذلك فهي لن تتوقف عن محاولة جعلي نسخة منها ظانةً أن هذا أفضل لي تقدمت بهدوء ومشيت من أمامها لكنها تمتمت أثناء ذلك"لكنك ستؤذين نفسك هكذا كلود سيضربك ولن أستطيع ايقافه"التفت وأخبرتها"اذى الجسد ليس كل شيء ضربات النفس تؤلم كذلك"مع أنها في الحقيقة محقةٌ نوعاً ما فأنا حالياً فعلاً لا أملك لا حولاً ولا قوةً أمام ذلك الوغد كلود لكن في عالمي كذلك تأذيت كثيراً بسبب اختلافي نحن نعيش في عالمٍ مجرد كونك امرأةً فيه يجعل حياتك إما سلسلة من الصراعات والحروب يومياً لتحافظي على ما هو طبيعيٌ أن تمتلكيه أو عليك التخلي عن شيءٍ جديد كل يوم حتى يصبح ألم الفقدان شيءً طبيعياً للغاية عليك لكن...أنا وقتها لم الحظ كم جرحت أمي بكلامي ذاك،ربما أستطيع فهمهم كونهم شخصياتي لكن في تلك اللحظة كان الغضب يملأني عليهما ولم أفكر بمشاعر أيٍ منهما،بما أني عندما كنت رضيعة كنت أنام بينهما كنت أعلم أنهما معتادان أن يديرا ظهرهما لبعض رغم نومهما على سريرٍ واحد مع أن هذان الاثنان الشخصان المناسبان لبعض لكن أحيانا تكون الظروف هي الغير مناسبة لطالما فكرت أن الحب وحده لا يكفي لحل تلك المشاكل كنت نائمةً بهناء بغرفتي ولم أعلم عن دموع ماما في غرفتها لكن كلود شعر بالذنب عند رؤيته تلك الدموع ولم يستطع احتمال ابقاء ظهره لها لذا استدار وقال لها بكشرةٍ يحاول أن يخفي ضيقه بها"آسفٌ لأنني صرخت بوجهك لم أقصد أن أحملك ذنب كون إيلي هكذا أنا فقط كنت غاضباً ولم أعي ما أقول"تلتفت إليه هي الأخرى بوجهٍ تملأه الدموع ثم تسأله"كلود...هل تعتقد أنني شمعة؟"يصمت كلود لبرهة مستغرباً من كلامها ثم يعانقها قائلاً مع ابتسامة"ما هذا الذي تقولينه أنت أرنبةٌ لطيفةٌ ولست شمعة"تخجل ليزي من هذا الغزل المفاجأ الذي لم تتوقعه لذا تضحك قائلةً"هه لقد كنت جادةً بسؤالي"يجيبها بنبرةٍ حنونة"امم أنا جادٌ كذلك"تغمض أمي عيناها وهي تشعر بالاطمئنان بحضن كلود وتفكر"عندما يكون كلود سعيداً أنا حقاً أشعر بالسعادة مع أنني فعلاً اتخلى عن رغباتي في الكثير من الأحيان أنا اكره هذا ولكن إن كان من أجل من أحبهم فأنا أستطيع تحمل ذلك اعتقد أن هذه طبيعتي بعد كل شيء ألا تشعرين بالمثل؟ أم أنك لا تحبيننا كفايةً لتشعري بذلك؟مع أننا عائلة؟"هل العائلة تقوم على التضحيات؟لكن ما المعنى من وجودنا مع هذه العائلة إن كنا لا نستطيع أن نكون على طبيعتنا ويجب أن نستنزف نفسنا لنكون معهم؟ تلك الليلة انقضت وعند طلوع الفجر نزلت لتناول الافطار في الصالة الفاخرة على الطاولة الطويلة كانت ممدودة بغطاءٍ أبيض ناصع كالثلج مطرز بشكلٍ جميل وفي الصالة نوافذ ضخمة مع الكثير من البرادي الفاخرة والورود للزينة كانت وسط المائدة الشهية الشيء الثاني الجميل الذي اتطلع له في هذا المكان مائدة الطعام الشهية الكثير والكثير من الأصناف التي تجعلك تتطلع لها من وجبةٍ لوجبة رمقني كلود بنظرةٍ غريبةٍ عندما جلست الى المأدبة لكنني لم اهتم له وبدأت الأكل ظل يحدق بصمت ثم التفت لأمي قائلاً ببسمة "ليزي اطعمني آهه"توترت أمي من ذلك لكنها تناولت لقمة بالمعلقة بسرعة وناولتها لكلود بفمه بدى مستمتعاً وهو يأكلها ثم قال لها"سلمت يداك الحلوة يا عزيزتي"كدت اغص باللقمة وأنا أسمع هذا لذا فكرت في نفسي"من أين جاءت رومانسية المجارير هذه فجأة!؟ أكاد اتقيء!"وجه أمي كان أحمراً لذا اكمل كلود غزله قائلاً"أنت حقاً تبدين لطيفةً وأنت خجلة أرنبتي الظريفة"بدت ملامح الانزعاج واضحةً على وجهي وأنا اتوسل في نفسي"ليوقفهما أحدٌ ما!!!"نظر لهما أخي كيث باستغرابٍ وسأل"ما قصة هذه الرومانسية منذ الصباح الباكر"فابتسم كلود قائلاً"بالتفكير بالأمر أنا لا أتغزل بوالدتك كثيراً عادةً إنه محرج"نظرت إليه نظرة قرف وأنا اقول في نفسي"لا تقم به إن كان محرجاً" لكن أخي كيث ابتسم نافياً"غير صحيح كان لطيفاً"نظرت لكيث بصدمة وأنا أترجاه في نفسي"لا تشجعهما قد يصدقان ونطر أن نصطبح بهذا الغزل البيض كل صباح!"نظر لي الوغد كلود ببسمةٍ سائلاً"ماذا عنك ايلي؟" نظرت اليه باستياء ففسر نظرتي وحده قائلاً"اتشعرين بالغيرة لانني اهتم بماما؟"أرد عليه في نفسي"أنا أغار عليك أنت؟ يع لا تجعلني اتقيء"يكمل قائلاً"سوف نذهب بنزهةٍ معاً اليوم لذا لا تقلقي"اجيبه وأنا احاول تصنع الابتسامة"مع أخي كيث؟"نظر إلي نظرة سوء مصححاً"معك أنت"رددت بسرعة"كان بودي لكن لدي دروس يجب أن أحضرها"أجابني مع ضحكةٍ مزيفة"إن كنت تقصدين دروس السلوك فقد الغيت بسبب أن المعلمة التي جننتها استقالت ويجب علينا الآن إيجاد معلمةٍ جديدةٍ لك"ينظر الى أمي مكملاً"أحدهم كان متهاوناً ووبخ المعلمة لصرامتها معك"سكتت أمي ولم ترد عليه بينما أنا ابتسمت بمكر وأنا اتذكر ما حصل في الواقع تلك المعلمة حاولت ضربي بالعصا لأنني سكبت الطعام عن عمد على الطاولة ولطخت فستاني والأريكة في درس السلوك لذا لعبت دور المسكينة أمام أمي فتدخلت ونهت المعلمة عن ذلك ردت أمي على كلود قائلةً"آسفة لكن...لقد أرادت ضربها بالعصى ايلي لا تزال صغيرةً ولا يمكنني أن أسمح لها بفعل ذلك"رد عليها كلود وهو ينظر إلي باستياء"لو أن هذه العفريتة تحسن التصرف لما أراد أحدٌ ضربها"ادير وجهي عن كلود بغضب فيفكر في نفسه"يال الوقاحة ثم قال لي"انهي طعامك واصعدي لتبديل ملابسك ارتدي أجمل فستانٍ تمتلكينه"ارد بغضب"قلت لك لا شأن لك بما ارتديه لا تأخذني معك إن لم يعجبك"يغضب الغبي كلود ويضرب الطاولة بيده لكنني لا آبه وأظل متشبثة برأي فيقول بغضب"سنذهب لرؤية ولي العهد زوجك المستقبلي يجب أن تبدي بأبهى حلةٍ لديك"اجيبه بتجهم"إن كان هذا الغبي لن يريدني إلا إن كنت بأبهى حلتي فهو لا يصلح أن يكون زوجي المستقبلي فلينقلع ثم أنا لا اتذكر أنني قبلت طلبه هذا"يرتفع حاجب كلود الوغد ويهبط من شدة غضبه فتحملني ماما وتهرب من أمامه بسرعةٍ عندما ترى ذلك وهي تقول على عجل "لا تقلق سأجعلها ترتدي شيءً جميلاً حالاً "تتجه الى غرفتي وأنا أقاوم محاولةً النزول أقول"دعيني على جثتي أن أرتدي ذاك الشيء المزركش أو أتزوج ولي العهد الغبي انزلني هيا!عندما نصل الى غرفتي تجلسني على سريري الوردي الباهت والحريري تنزل لمستواي وتنظر إلي بحزنٍ راجية"من فضلك إيلي على الأقل اذهبي فقط لرؤيته وإن لم يعجبك سأحاول إقناع والدك بإلغاء الخطبة ولي العهد أمير هذه البلاد سيكون شاباً وسيماً ووقوراً بالمستقبل بالتأكيد ستحبينه"كنت انظر لها باستياءٍ وافكر "هذا مستحيل الشاب الوحيد الذي يمكن أن أحبه غير..."تتسع عيناي وتتغير ملامحي بينما ماما تبدل ملابسي "مهلاً لحظة إن كان هذا عالمٌ يمكن لشخصياتي فيه أن تتجسد يمكن أن يكون هو كذلك موجوداً!هل يمكن أن يكون نفسه ولي...إن كان الغبي واعد تزوج ناتسومي في هذا العالم كذلك ربما القدر سيجمعني بحبي أنا أيضاً!"انهت ماما تحضيري اثناء غرقي بالأفكار حاولت تسريح شعري لكنني بدأت اصرخ واقاوم لذا استسلمت وربطته بسرعةٍ ووضعت زينةً جميلةً برأسي تباً بعد كل شيءٍ فعلته جعلتني أبدو كالدمية المزركشة حملتني ونزلت بي للأسفل وأنا مستاءةٌ للغاية لكن قررت الذهاب بصمت لأعلم من يكون ولي العهد ذاك الذي تقدم لي إن كان الشخص نفسه الذي ببالي فأنا طبعاً سأوافق بكل سروري لكن...اعطى الغبي كلود الاشارة للسائق فانطلق بالعربة لأرى العالم الخارجي أول مرةٍ منذ مجيئي لهنا كوننا بالأحياء النبيلة فكل البيوت كانت فخمةً ومزخرفة كنت انظر من الخارج متجاهلةً كلود الذي كان يعطيني موعظة حول كيف علي أن اعامل ولي العهد وماذا علي أن لا أفعل أمامه كانت طويلةً ومملة، أنا لا استمع لك ولن التزم بشيء مما تقول على أي حال لذا لا تتعب نفسك بقوله عندما وصلنا حاول كلود حملي لانزالي من العربة لكنني فهمت نواياه فقفزت وهربت قبل أن يتمكن من ذلك جريت في الحديقة غارقةً بجمال الورود فيها لكنني تعثرت بالفستان اللعين وسقطت حينها مد ولدٌ يده لمساعدتي أتى كلود محرجاً وانحنى للولد قائلاً"حضرت ولي العهد صباح الخير هذه..إنها ابنتي ايلي التي تناقشنا بشأن خطوبتكما المرة الماضية"كنت ارمق كلود نظرة استخفاف بينما ابتسم الولد لي قائلاً"تشرفت بمعرفتك أيتها الآنسة الفاتنة"كنت مصابةً بخيبة أملٍ شديدة ليس فقط أنه ليس من أردت رؤيته إنه وسام...كان يجب أن أعرف شخصاً اختاره واعد السافل ليكون زوجي بالطبع سيكون سافلاً مثله إنها قوة انجذاب السافلين بعضهم لبعض وسام هذا قد يبدو لكم لطيفاً لكن لو ازلتم ايلي من هذا المشهد ووضعتم أي فتاةٍ أخرى مكانها سيقول الكلام المعسول نفسه إنه أكبر مخادعٍ ومتلاعبٍ بالكون! لا بأس وقفت بهدوء ثم انحنيت له كادت ابتسامة الفخر ترتسم على وجه كلود وهو يرى انحنائي المتقن لكنني دمرتها عندما قلت لولي العهد"هذه الخطوبة قررها أبي من تلقاء نفسه دون استشارتي وأنا غير راضيةٍ بها لذا أرجوا أن تنسى أمرها يا ولي العهد أو أياً كنت أنا لا أريد الزواج منك"تجمد وسام في مكانه وهو يحاول استيعاب أنه تعرض للرفض بينما كلود حاول تدارك الموقف فجرني إليه وهمس لي بغضب"ما هذا الذي تقولينه!"رددت ببرود"قلت الحقيقة وحسب"فصرخ قائلاً"بزواجك بولي العهد مكانة اسرتنا سترتفع أتعلمين أن هذا الشرف هو حلمٌ تتمناه الكثير من الفتيات هيا اعتذري وقولي إن..."قاطعته قائلةً"إذاً امنح احداهن هذا الشرف أنا غير موافقة!"صرخ الغبي كلود باسمي فصرخت أنا كذلك قائلةً"قلت ارفض يعني أرفض لا أفهم لماذا يجب عليك أنت أن تختار الرجل الذي سأتزوجه هل أنت من سيعيش معه أم هي أنا!"
يضع كلود راحة يده على صدره وهو يقول والكشرة تعلو وجهه "لأنني والدك وادرى بمصلحتك!الشخص الذي اقول لك تزوجيه عليك أن تتزوجيه!"فرددت "انت تفتش عن مصالحك وحسب"يلتفت كلود الى ولي العهد ويقول له بينما أنا أغلي من الغضب من كلماته"لا تأبه لما تقوله إنها لا تزال ساذجةً لا تعرف شيءً عندما تكبر وتعرفك جيداً بالتأكيد ستغير رأيها وتفرح بالزواج م..."صرخت بأعلى صوتي"قلت لن أتزوج أي أحدٍ!" اقتربت ودفعت ولي العهد فوقع أرضاً هذا ما أثار جنون الغبي كلود فرفع يده ولكمني بقوةٍ اوقعتني أرضاً شعرت بالعجز الخانق مع أنه ضربني وهو المخطئ لا أستطيع الدفاع عن نفسي هذا جعلني اضغط على نفسي كي أبقي مشاعري الدفينة محصورةً داخلي أكثر رفع يده ليكمل ضربي لكن صوتاً علا قائلاً"توقف"التفت كلود لصاحب الصوت وتوقف على الفور بينما ذاك الشخص اطمئن على ولي العهد مد يده ليساعده على النهوض ثم التفت لكلود وقال"أخي بخيرٍ لذا لا داعي لعقاب هذه الآنسة مهما كانت الظروف لا يجب عليك أن تضرب آنسةً صغيرةً بهذا العنف"انحنى كلود معتذراً بينما أنا فشلت في حبس مشاعري أكثر فخرجت مع الدموع صارخةً"اتظن أنك يا وغد لو ضربتني فسانصاع لك واصبح دميتك كتلك المرأة أنت تحلم أنا مختلفةٌ ومهما حدث لن أصبح دمية تحركونها بحبالكم لا شأن لك ماذا ارتدي ولا من اتزوج وأيضاً لا تسمي نفسك أبي أيها السافل أنا..أنا...أنا اكرهك..."صرخت بأعلى صوتي في وجه كلود المصدوم"اكرهك! أنا اكرهك!اكرهك!" جريت بعيداً وأنا اغطي دموعي بيداي شعرت بأحدهم يتبعني لكنني لم التفت الى الوراء وتابعت الجري والجري حتى تعثرت بالفستان وسقطت أرضاً كنت محبطةً لدرجة أنني لم احاول النهوض بل بقيت أرضاً كطائرٍ مكسور الجناح لم أرد حتى على ذاك الصوت الذي يسأل"هل أنت بخير؟" لكنني شعرت بيدٍ تلامس شعري...كيف لم الحظ ذلك هذا الصوت؟! رفعت رأسي قليلاً لأرى وجهه الملائكي الطاهر كان ينظر إلي نظرات مملوؤة بالصدق ثم يخرج علبة دواءٍ ويبتسم بلطفٍ قائلاً "اهي مؤلمة؟ دعيني أضع لك هذا المرهم وسيزول الألم"كلامه زاد تدفق الدموع بعيني رنان إنه الشخصية التي تخيلتها لتكون فتى أحلامي شابٌ كالملاك صادق بريء مهذب لطيف طيب ونقي القلب أنا الآن أراه وجهً لوجه صوته احن بكثيرٍ مما تخيلته أيضاً هذا الشعر الأسود المنفوش والعيون الزرقاء الرقيقة والوجه البريء اللطيف رؤيته حقيقياً هكذا أجمل بكثير كأنني بحلم وضع القليل من الدواء على اصبعه الصغير وفركه بخدي بينما أنا سارحةٌ اتأمله بعيونٍ تتلألأ وهو يقول"اتفهم أن ما تمرين به مؤلمٌ ولكن لا ذنب لأخي به ومع ذلك دفعته لذا عليك الاعتذار اليه اتفقنا؟"لم اكن بكامل تركيزي لذا اجبت تلقائياً"امم"فربت بحنان على رأسي قائلاً بصوته اللطيف"فتاةٌ جيدة"اعتقد..أن وجهي حالياً أحمر أنا متأكدة أنني أبدو غبيةً للغاية ابتسم لي ابتسامة آسرة وقال"بالطبع ليس من حق أي أحدٍ اجبارك على الزواج لكن...إن أخي في الواقع ولدٌ لطيفٌ فعلاً إن اعطيته فرصةً فقد تتفقان ما رأيك؟"اجيبه بتجهم"لا أريده..."ثم اكملت بوجهٍ خجلٍ وصوتٍ متقطعٍ متردد"أنا...أعتقد أنني أفضلك...أنت" سألني مستغرباً"أنا؟"فأجبت وأنا أحاول اخفاء مشاعري الحقيقة"إن كان ولي العهد أخوك فأنت ولي عهدٍ كذلك إن خطبتني بدل أخاك فبهذا ك..والدي لن يكون غاضباً"وضع يده على فمه وهو يبدو أنه يفكر لكن...بدى حزيناً ثم أجابني إجابةً جعلتني أتجمد مكاني من الصدمة "أنا آسفٌ حقاً لكن أنا أملك مخطوبةً بالفعل لهذا لا يمكنني تركها دون سببٍ مقنعٍ هكذا"مخطوب؟ رنان؟ لكنه لي أنا...لا مهلاً في قصصي حتى الآن أنا دائماً من كتبتها وهيئت جميع الظروف لأجمع رنان وجنجر معاً لكن هنا إنها ليست قصةً أنا اتحكم بمجرى أحداثها هذا يعني أنه قد يحب ويتزوج فعلاً بامرأةٍ أخرى في تلك اللحظات فقدت قدرتي على رؤية الألوان لقد شعرت أن الحياة بكل ما فيها أظلمت في وجهي ولم أعد أرى سوى السوادÂ
Â
---
في هذا اليوم الغائم الكئيب كحياتي سيعقد حفل بلوغي سن الرشد مرت عشر سنواتٍ قضيتها فاقدةً الشغف منذ ذاك اليوم الذي تلقيت فيه أكبر صدمةٍ بحياتي كلها رنان الشخصية التي تخيلته ليكون فارس أحلامي موجودٌ في هذا العالم ولكن...إنه بالفعل مخطوب هل هي مجرد خطبةٍ سياسيةٍ كما كانت ستعقد خطبتي أم أنه بالفعل يحبها غالباً..حتى لو قابلته مجدداً لن أتجرأ على السؤال لأنني خائفةٌ من الإجابة فقط كنت مستلقيةً على سريري الحريري وستار السرير الأبيض مغلق فجأةً يفتح الستار لأرى وجه كلود الغبي أمامي كان يحدق بي بعبوس ذاك اليوم بعد عودتنا للمنزل كلود كان مستاءً بشدةٍ مني لذا صرخ بوجهي قائلاً "أنت معاقبةٌ لذا ستنامين دون عشاءٍ اليوم"لقد كنت فاقدةً للشهية بسبب الصدمة التي تعرضت لها لذا صعدت بصمتٍ الى غرفتي دون مقاومةٍ أو عنادٍ كعادتي وملامح الاحباط والكآبة تعلوا وجهي ارتميت على الفراش بيأس وبقيت غارقةً بهمي محاطةً بغمامةٍ من أحزاني حتى جاء إلي أخي كيث متسللاً ومعه بعض الجبن والخبز قال لي ببسمة وصوتٍ منخفض"لا شك أنك جائعة أحضرت لك هذا بالسر عن أبي كليه بسرعةٍ كي لا يكشف أمرنا"لم انهض من مكاني بل رددت عليه بجفاء"لست جائعة"حتى ابتسامة أخي كيث المشرقة بدت لي يومها مظلمةً للغاية لكن كيث هو كيث بكل الأحوال فهو لم يتقبل كلامي وظل يلح علي حتى آكل "لا يمكنك ذلك إن لم تأكلي فلن تكبري وستمرضين ايلي!"التفت على ظهري ونظرت في وجه أخي كيث لأرى قلقه مرتسماً على وجهه بوضوح أخي كيث فكر بي وأحضر لي هذا الطعام سراً مع أنه سيوبخ من كلود إن اكتشفه لذا قررت أن آكل من أجله حتى لو لم أرغب بذلك، ذاك اليوم كان الطعام الذي لطالما تلذذت به بلا أي مذاق عدت لاستلقائي بالفراش بعد تناولي اياه لتطل شمس الصباح تلامسني بأشعتها وتدعوني للاستيقاظ لم أملك أي دافع حتى أشعة الشمس كانت مظلمةً في عيناي إنها فقط مزعجة لذا اخفيت رأسي بالبطانية الحريرية المطرزة بأجمل التصاميم لم يعد ما عليها من تصاميمٍ لافتاً بنظري لم اكن أدري كم مر من الوقت وأنا لم أغادر السرير ولا أن أسرتي الجديدة كانت قلقةً للغاية علي حين حل الغداء ولم انزل لآكله معهم كانت ملامح الحزن مرسومة بوضوح على وجه أمي ليزي وهي تحرك الشوكة ذهاباً وإياباً مهما حاول كلود أن يكون قاسياً أمام أمي فقد كان شديد الضعف لكن الآن ليس أمي فقط بل أخي كيث كذلك كان حزيناً للغاية علي لذا كان كلود يأكل بمزاجٍ معكر للغاية وكشرةٌ تعلوا وجهه حتى رفعت ماما رأسها الهابط وقالت له أخيراً"ألا يمكننا أن ننسى أمر هذه الخطبة؟"يجيبها كلود مستاءً"سوف ننسى أمرها.."يكمل مع لهجةٍ أشد حدة"تباً لتلك الصعلوقة لم تفعل شيءً غير جلب العار والمشاكل لي منذ ولدت"لم ترد أمي عليه بل عادت تنظر للأرض بملامح حزن شديد عائلتي لم يكونوا يعلمون الحقيقة لذا ظنوا أن سبب كآبتي هو الشجار الذي حصل بيني وبين الغبي كلود تنظر أمي لكلود عدة مراتٍ كان يبدو أنه لا يزال لديها ما تقوله لكنها مترددةٌ في ذلك وهو لا يسألها عن أي شيء بل ينتظر فقط حتى تهمس بتردد"هل يمكنني أيضاً...أن أطلب التوقف عن ضربها لا أظن أن صفع فتاةٍ صغيرة شيءٌ صائب"يرد عليها بحدة"عندما تحتاج الصفع فسأصفعها كان يفترض أن يجعلنا هذا الزواج مقربين من العائلة المالكة لكن تلك الغبية أفسدت كل شيءٍ بأنانيتها المعتادة"يقاطعه أخي كيث قائلاً"لكن من الطبيعي أن ترفض الزواج بشخصٍ لا تريده"فتكمل ليزي"امم كلود أنت مخطأٌ في هذا مهما يكن كان عليك أخذ رأيها أولاً"يرد عليها كلود باستغراب"عما تتحدثين زواج الفتاة دائماً يكون لرفع مكانة أسرتها الجميع يفعل ذلك لماذا تلك الفتيات لا يثرن كصعلوقتك ويقولن إنهن يكرهن والدهن؟"تحدق ماما ليزي بكلود ثم تبتسم وتخجل من الموقف الذي تذكرته لكن كلود يستغرب سلوكها فيسأل"ما الأمر"تحاول إعادة تعبيرها الجامد وتقول"لاشيء"لكن كلود يلح عليها"اخبريني" لذا تسكت قليلاً ثم تقول له "عندما طلبت يدي أنا اعترضت على أبي بشأنك"يسألها كلود بشيءٍ من الحزن"ألم ترغبي الزواج بي؟"فردت أمي مع ابتسامة خجلة"بل رغبت لذا...قلت لأبي الذي أراد الرفض ألا يمكنني أن أقبل"كان كلود متفاجأً وهو يسمع هذا لأول مرة بينما ليزي تكمل"أبي تفهم رغبتي ولم يضربني كما فعلت أنت لولا ذلك..لما كنا أنا وأنت نعيش معاً الآن ربما أسلوبها في التعبير ثوري قليلاً لكن مشاعر إيلي والأشياء التي تطلبها هي أمور طبيعية، الفتيات ربين على التخلي عنها وحسب لكن...أحيانا يكون هناك أمورٌ غاليةٌ على قلبنا"يصبح وجه كلود أحمراً وتتلألأ عيناه وهو يسمع هذا"أغلى من أن نستطيع التخلي عنها لذا...أعني..."تنظر لكلود بعيون تتلألأ لذا يبتسم كلود لها قائلاً"فهمت يا حلوتي سأتحدث إليها وأحاول حل الأمر معها أعدك"تبرق عينا أمي وتشرق بسمتها عند سماع ذلك هاتفةً"شكرا جزيلاً لك كلود"فينظر لها ولكيث قائلاً"لا داعي لهذا الشكر فقط ابعدى ملامح الكآبة هذه عن وجهكما الأكل بهذه الوجوه يجعل مذاق الطعام سيءً"يضحك أخي كيث وتبتسم ليزي ما يجعل كلود يبتسم هو الآخر ليستمتع الثلاثة بالغداء معاً بعد انهاءه يصعد كلود الى غرفتي كي يفي بوعده لماما ليزي يطرق قائلاً"ايلي أنا والدك"لم أرد عليه لذا فتح الباب ودخل كنت قد أغلقت جميع ستائر الغرفة والنور مطفأٌ لذا كانت الكآبة تخيم على المكان فينظر كلود لهيئة الغرفة بانزعاج ثم يقترب من سريري قائلاً بلهجة عتاب"ألهذه الدرجة لا تريدين الزواج بولي العهد؟"لم أرد عليه أو أعر وجوده أي اهتمام فأكمل"سوف انسى أمر الخطوبة لذا انهضي واوقفي هذه الدراما"بقيت صامتة ولم أجب بينما يتابع حديث"لكن بالطبع ذلك لا يعني أنني سأسكت على ارتداءك بناطيل أخيك أمك اخبرتني أنك تتعثرين بالفساتين وتعيقك بارتداءها لذا طلبت لك خياطاً خاصاً
يمكنك جعله يصمم لك فستاناً مريحاً لا يزعجك بالشيطنة اعتقد أنه لا بأس أن يمرح الأطفال أحياناً لكن عليك ترك هذه التصرفات لتصبحي عاقلة عندما تبلغين"في الحقيقة لم أجبه بأي شيء فأنا كنت قد نسيت موضوع الخطبة والملابس تماماً كانت تافهةً أمام مشكلة رُنان التي اكتئبت بسببها لذا أجبته ليدعني وشأني"اممم" وعدت لعزلتي لكن هذا هو سبب كونه الآن يرمقني بنظرات الانزعاج هذه غير قادرٍ على الكلام وأنا ارتدي في حفل بلوغي هذا الفستان البسيط الأزرق بلا أي زينة بل حتى قمت بقص شعري كلود كان غير راضٍ اطلاقاً على مظهري لكنه من سمح لي بهذا الفستان مقابل ألا البس بناطيل أخي لذا كان عليه السكوت والتحمل كان يسير أمامي وأنا خلفه بملامحي المظلمة دخلنا قاعة الأحتفال حيث علت الدهشة ملامح الضيوف الحاضرين وبدأت نميمة-تشان تؤدي عملها "اهذه ابنة الدوق كلود التي بلغت سن الرشد هذا العام؟""غير معقول ما هذا المظهر""لماذا شعرها قصير؟""لما ترتدي هذا الفستان البسيط كالعوام؟" والكثير الكثير من النميمة لكن لا بأس ليس الأمر كأن رايهم الغبي يهمني أو ما شابه ما كان يشغل ذهني شيءٌ مختلف لذا همست لكلود بوجهي الكئيب"هل سيحضر ولي العهد لهذا الحفل؟"ينظر الي بكل انزعاج ويقول بغضب"أجل سيحضر، خطوبتك به الغيت لذا لا عذر لك كي لا تتصرفي بتهذيب لا تجلبي العار لي أكثر من ذلك"اجبته ببرود"امم"كنت في الواقع أسأل عن رنان لا عن وسام...عندما سمعت المنادي ينادي بوصول العائلة المالكة توجهت أنظاري نحو المدخل الفخم وهو يفتح ليدخل الأميران ما إن وطأت قدم الأمير ويليام الذي هو وسام في هذا العالم سجاد الغرفة حتى علت أصوات الفتيات تهتفن باسمه وهو يغمز لهن فيزداد الصراخ حدة كنت منزعجة للغاية وأنا أرى هذا واحمد الله الف مرةٍ لانني نجوت من الخطبة به أما رنان وكما هو متوقعٌ من فتاي المهذب لم يلقي للنساء أي بال بل كان ينظر لتصرفات أخيه المحرجة ثم ينظر باتجاهي ويبتسم بلطف كم يبدو جميلاً بملابس الأمراء هذه كان يتجه نحوي عندما سمعت أخي كيث يقول باستغراب"الأمير روبي جاء أيضاً"فنظرت إليه وسألته"الأمير روبي؟"لذا التفت وشرح لي بابتسامة"الرجل المحاط بالنساء هناك هو الذي أراد الخطبة منك الأمير ويليام أما الآخر الذي يحمل باقة الورود هو الأخ الأكبر الأمير روبي"حينها نظرت الى روبي وأنا افكر"اذا اسم رنان في هذا العالم روبي..."اكمل أخي كيث قائلاً"على عكس الأمير ويليام الأمير روبي لا يحضر إلا للمناسبات الضرورية التي لا مهرب له منها كولي عهد لذا تفاجأت من مجيئه لحفلة بلوغك"اكملت في نفسي"روبي اسمٌ جميل إنه يعني الجوهرة الغالية"يعطيني روبي باقة الزهور بيده ثم ينحني لي قائلاً بكل تهذيب"مباركٌ بلوغك سن الرشد أيتها الأميرة إيلينا"تلك اللحظة أعادت البريق الذي أطال الغياب عن عيناي وأنا أرى بهاء طلته وبسمته الجذابة مجدداً عيوني كانت تتلألأ لكن حينها الغبي ويلي أفسد الجو بظهوره أمامي كانت الفتيات تلححن عليه ليراقصهن لكنه تقدم نحوي قائلاً "يجب أن نعطي الأولوية لصاحبة الحفل" ينحني ويمد يده لكنني أعرف هذا المشهد إنه عندما يقبل البطل يد البطلة ويدعوها للرقص افضل قطع يدي على أن أدع هذا المبرهج السافل يقبلها لذا اتراجع بسرعةٍ لخلف أخي كيث فيمسك ويليام بالخطأ يد أخي بدلاً مني ويقبلها قائلاً "هل تقبلين الرقص معي أميرتي اللطيفة؟"عندما يرفع رأسه يجد كيث يرمقه بنظرات غريبة ويقول له"لا أظن أنها فكرةٌ جيدةٌ حقاً"يحاول روبي كتم ضحكته بينما ترتسم ملامح الاستغراب على وجه ويلي فيشير له كيث الى مكاني يرفع رأسه ناظراً لي و يصرخ منزعجاً"لماذا هربتي!" فأرد عليه ببرود"عذراً سيدي لكن أنا لا أحب أن يتم تقبيل يدي من الرجال خاصةً الغريب والزير منهم لذا"اتقدم خطوةً للوراء مع ملامح متقززة قائلةً"ابقى بعيداً عني من فضلك"روبي وأخي كيث يبدآن بالضحك على الموقف بينما الأمير النشبة المزعج لا ييأس ويقول لي "هذه هي التقاليد الرسمية كيف سأطلب الرقص معك دونها؟"فاجيبه ببرود"لا تطلب فأنا سأرفض على أي حال"يقول لي كيث وهو يكتم ضحكته"اختي هذا وقح"بينما أنا أسرح بمدى لطافة روبي الضاحك حتى تظهر امرأةٌ ترتدي فستاناً أحمر فاخر وبراق من خلف روبي تمسك بيده معاتبةً"لماذا لم تخبرني أنك ستحضر لنأتي معاً؟"ينادي روبي باسمها ثم يسكت برهةً ويعتذر بأدب بعدها"نويل...أنا آسف سأكون أكثر حرصاً المرة القادمة"تمد يدها له وببسمة تطلب منه الرقص"لنرقص معاً اومأ لها"امم"بينما غمامات الغضب والغيظ والغيرة تجمعت دفعةً واحدةً فوقي كان هذا كافياً كي يفهم أخي كيث الأمر ارتعب للحظة من الغمامات السوداء ثم ينظر بذهول للأمير روبي الذي مضى مع مخطوبته و يحول نظره لي و لتعابير الاستياء في وجهي يعاود فعل ذلك عدة مرات ليقول لي بتعجبٍ بعدها"أختي..هل يعقل أنك واقعةٌ بحب الأمير روبي؟"عندما انتبهت لكلامه نفيت بتوتر وقلت مشيرةً الى الغبي ويلي"ما..لا أنا فقط غاضبةٌ من هذا الغبي الذي يقفز من حضن فتاةٍ للاخرى منذ بداية الحفل أنا لا أصدق أن السافل كلود كان يحاول جعلي مخطوبته"لكم كلود رأسي من الخلف وانبني باستياء"اهذه طريقةٌ تنادي بها السيدة المحترمة والدها؟متى ستنضجين وتعقلين أنت الآن بالغةٌ بالفعل"تجاهلت كلامه وحولت نظري للغبي الآخر وقد تجمعت عليه الفتيات بعد أن انهى رقصته فنادى "من التالية"تبدأ جميع الفتيات تهتفن أنا أنا بينما أنا اعطي نظرةً لأبي وأنا اشير نحو ويلي فيقول مدافعاً عن نفسه"مهما كان يبقى ولي عهد هذه المملكة"قلت في نفسي متضايقة"وهل المكانة تبرر سوء الخلق؟ليتك خطبت لي روبي بدل هذا الغبي"يقول أخي مبتسماً"لا تقلقي ايلي فأنا ادعمك!"روبي ونويل كانا في هذه الأثناء يرقصان الفالس بكل تألقٍ وسط الضيوف المذهولون من روعتهما من بين شخصيات قصصي نويل هي علا الفتاة المحبوبة بلطفها و طيبتها بشعرٍ طويل مجعد من الأسفل أملس من الأعلى أسود داكن كالليل كان مزيناً بأجمل الحليّ والمجوهرات وعيناها وسطه بأخضرٍ مشعٍ كما النجوم ورموشٍ طويلة هذا الفستان الأنثوي الجميل الفاخر للغاية والكعب الرشيق من حيث المظهر إنها شريكٌ مثاليٌ تماماً لر....إنها لا تفعل أي شيءٍ خاطىء فقط ترقص مع مخطوبها رنان لا يفعل أي شيءٍ خاطئ نحن لسنا مرتبطان هنا لكن لماذا لا استطيع اخماد هذا الألم داخلي كأن آلاف السهام تغرز بقلبي هذا مؤلم كان الضيق علي واضحاً لأخي كيث لذا يقول لي ببسمته المطمئنة"هل تشعرين بالحزن لأنك لم تحظي بشريكٍ مناسب للرقص؟"انظر له بوجهي الكئيب لكنه يتقدم ويمد لي يده قائلاً"اخاك سيكون شريكك أليس افضل الغريب والزير؟"اعطيته ابتسامةً صغيرةً بينما امسك يده العطوفة مومئةً "اممم" بدأ كلانا بالرقص وروبي مع نويل لا يزالان يشغلان انتباهي مهما فعلت هذا الشعور بالضيق لا يزول أشعر...أشعر وكأن الدموع ترجوني لتخرج كنت أراهما من خلف كيث يتحدثان وقد انهيا رقصتهما "رنان لماذا تبدو مستمتعاً هكذا معها؟"تضحك نويل وتقوم بتقبيل رنان على خده أنا عندها شعرت فعلاً وكأنه تم طعني بسيفٍ ضخم كنت اشتعل من الداخل لدرجة أنني لم انتبه لقدمي قد داست على قدم أخي كيث الذي نبهني قائلاً"هذا مؤلم ايلي!"تراجعت للخلف واعتذرت "آ-آسفة"التفت حولي حتى ارى المخرج وكأنه منير "لا يمكنني الاستمرار هكذا دموعي...لا استطيع حبسها أكثر لكن إن جريت اليه الآن أخي كيث سيتبعني يجب أن اتخلص منه بطريقةٍ م..."بينما افكر بهذا لمحت الشخصية التي كانت شريكةً لوسيم حسب قصصي زهرة انها فرصتي أمسكت يد أخي وتقدمت باندفاع نحوها وهو يسألي باستغراب"ما الخطب"فاجبته ببسمة ثقةٍ مزيفة"أنت أيضاً لم تحظى بشريكٍ اليوم كن رجلاً وادعو فتاةً جميلةً للرقص بدل الهرب بمراقصة اختك"قمت بدفع كيث لأمام زهرة وأنا أقول له مشجعة "بايتوا!(قاتل)"كان يرمقني بنظرات استغرابٍ مما اقوم به عندها تسأله زهرة بخجل"اتحتاج شيءً سيد كيث؟"كنت اراقبهما وافكر"الآن حيث لا مهرب له سيسألها بالتأكيد وجه كيث إنه أحمر متوتر لم أره هكذا من قبل بالفعل كان يكن لها مشاعر بالسر أخي كيث ماهرٌ باخفاء مشاعره لو لم يكن احد شخصياتي لما علمت من الفتاة التي يهتم لها لكن...هذا ثنائيٌ آخر لم تتغير مشاعرهما تجاه بعض إذاً لماذا رنان فقط يبدو سعيداً مع فتاةٍ أخرى؟ الم تكن مشاعره تجاهي بتلك القوة؟أم أنه منذ البداية كان لا يمانع بأي فتاةٍ..."عندما بدأ كيث وزهرة التي تدعى اليزابيث في هذا العالم الرقص أنا استغللت ذلك وخرجت مسرعةً من القصر أجري وأنا اخبأ وجهي بخصلات شعري جريت وجريت خيل لي أن أحداً ما يتبعني لكنني لم آبه وبقيت أجري وأجري حتى وصلت الى نافورة المياة كنت قد وصلت لحدودي فها هو نظري بدأ يتشوش بسبب الدموع كان بإمكاني الشعور بها تتدفق على خدي لذا توقفت عن الجري و بدأت أبكي بحرقةٍ شديدة كنت أحاول أن أجعل هذا الألم داخلي يخرج مع الدموع لكن دون فائدة مهما بكيت الألم لا يزول بسمة روبي مع نويل لا تفارق ذهني بقيت أبكي حتى سمعت صوتًا قلقاً خلفي يسأل"أميرة إيلي ما الخطب؟ هل تشاجرتي مع والدك مجدداً"نظرت اليه والدموع ملأ عيني بينما أكمل"اخبريني ماذا حدث أنا بإمكاني أن أساعدك"تساعدني في ماذا؟أنت سبب بكائي أيها الغبي! لأنني أحبك!لأنني لا أستطيع نسيانك!صرخت بوجه روبي مع كل ما في داخلي من حسرةٍ قائلةً"ولما تهتم أنت في ذلك؟ أنت لديك مخطوبة أليس كذلك؟لماذا تعامل فتاةً أخرى بهذا اللطف؟"رد علي بوجهٍ حزين"ما علاقة هذا أي شخصٍ سيشاهد سيدة تبكي سيهتم بسبب بكاءها"هذا صحيح رنان كان هذا النوع اللطيف من الشخصيات إنه ليس نوع الأشخاص الذي بإمكانهم أن يتجاهلوا دموع من أمامهم إطلاقاً هذه اللطافة كانت محببةً جداً الى قلبي يوماً ما لكن الآن إنها تثير غضبي فأنا بمنزلة الأخريات اللواتي يعاملهن بلطفٍ وقت الحاجة ولو كان لئيماً بغيض لسهل كرهه لكن الآن تزداد الدموع بعيناي فابعد وجهي عنه واصرخ"أنا بخير لا احتاج اهتمامك لذا... اذهب بعيداً!"قلت هذا وتقدمت الى النافورة جلست عليها أحاول حبس دموعي لكن جسدي يرتجف بسبب ذلك هم روبي بالمغادرة لكنه توقف و التفت الي ليراني لازلت أبكي يدير وجهه ثم يستدير لي من جديد في النهاية تقدم وجلس قربي على النافورة بدون النطق بأي كلمة رفعت رأسي لآخذ لمحة خاطفة على ملامح الضيق والحزن بوجهه متساءلةً "هل هذه الملامح كذبةٌ أيضاً أم أنها جزءٌ من لطفه مع الجميع؟"حتى بدون كلام كان بإمكاني فهم ما كان يعنيه"حتى إن كنت لا تحتاجين اهتمامي حتى إن كنت لا تريدين مني مواساتك سأبقى قربك على الأقل...دعيني أبقى قربك حتى تتوقفي عن البكاء"حتى مع عدم سماعي لهذه الكلمات تخرج من فمه مباشرةً مجرد التفكير في أن هذا ربما يكون مقصده جعل قلبي ينبض تلك الليلة...تتبدد الغيوم في تلك اللحظات مفسحةً المجال لضوء القمر كي يتسلل لنا شعر رنان الأسود بدى أفتح وعيناه تبرقان بسبب ضوء القمر بتلك العيون الذابلة ينظر باتجاهي الجوهرة على ربطة عنقه تلمع وشعره يتطاير مع رياح المساء الباردة ليختلط ببتلات الورود الحمراء كان جميلاً جداً كأنه مشهدٌ من لوحة لكنه حقيقةٌ أمامي اعتقد أنني حينها فهمت لماذا أبي يظل ضعيفاً أمام دموع والدتي فأمام هذه النظرات أنا هكذا أجد نفسي عاجزةً حتى عن متابعة البكاء لذا مسحت دموعي مع كل المشاعر المظلمة التي كانت تتصارع بقلبي لا أدري من أين خرجت الابتسامة التي علت محياي فجأةً وأنا أقول له "أنا بخيرٍ الآن لذا لا تقلق"ابتسم روبي لكنه لم يغادر مكانه فهمت أنه لا ينوي المغادرة أولاً لذا نهضت وتقدمته نحو الداخل أثناء ذلك سألني"هل أنت متأكدةٌ أنك أصبحت بخير؟"رددت عليه بابتسامتي القوية المعتادة"أجل أنا كذلك" وجريت نحو الداخل مع أنني فعلاً لم أرد الدخول لأنه في الداخل نويل موجودة إن دخل روبي كذلك فسأراهما معاً وأتألم من ذلك مجدداً لكن من حظي أن تلك المرأة خرجت تبحث عنه في الحديقة قبل دخوله التفكير أنهما الآن سعيدان معاً بأجواءٍ رومانسيةٍ في الحديقة محبطٌ لكن على الأقل لست مضطرةً لرؤية ذلك بعيناي الآن وقفت وحيدةً بين الجميع أخي كيث كان يراقص زهرة وأمي تراقص كلود حقاً تباً أشعر أنني دخيلةٌ هنا لا مكان اهرب له لا أحد ألجأ إليه وفوق ذلك هذا الضيق لا يتلاشى مهما فعلت وقفت أحدق بهم والوحدة انضمت للغيرة بالتهام قلبي حينها مدت يدٌ بيضاء الي عندما نظرت لصاحبها إنه أحد شخصياتي زهر كان يرتدي بذلة بيضاء ناصعة يحني رأسه و يقول لي بابتسامة "سمعت أنك لا تحبين أن يقبل الرجال يدك لذا سأمتنع عن ذلك هل ترقصين برفقتي أيتها الأميرة إلينا؟"صمت أثناء نظري إليه وأنا أتساءل بنفسي "لماذا يصر الجميع هنا على مناداتي بالأميرة من الواضح أن شكلي ليس شكل أميرات ولا علاقة له بهن"امسكت يد زهر وبدأنا نرقص معاً أخبرني أثناء ذلك"اعذريني على عدم تقديم نفسي أنا الدوق زين"سألته باستغراب"الست يافعاً على أن تكون دوقاً؟"فرد علي بابتسامةٍ لطيفة"يمكن لليافعين أن يرثوا المنصب باكراً إن كانو موهوبين ومميزين كفايةً لحمله"زهر فعلاً رغم وجهه الطفولي إلا أنه من أذكى شخصيات عالمي لذا سألته"ولماذا سألتني أن اراقصك هل هناك سببٌ معين أم أنها مجرد نزوة؟"فرد علي بابتسام"لا سبب معين فقط فكرت أنه لا يجب على صاحبة الحفل أن تكون وحيدةً هكذا، مثل هذه الحفلات عادةً تكون فرصةً جيدةً للشباب اليافعين حتى يتعرفوا على شريكٍ محتمل"سألت زين عند سماعي لذلك باستغراب"أنت غير مرتبط؟"فرد علي"امم لم اكن مهتماً قط بقصة الارتباط هذه كان لدي أمورٌ أهم تشغلني لكن منذ بلغت سن الرشد وتسلمت منصب الدوق بدأ من حولي يزنون علي كي أجد فتاةً تشاركني أعباء العمل والحياة"فكرت وأنا أسمع كلامه"هكذا إذاً انزعج من زنهم لذا قرر التعرف على أي فتاةٍ ليتزوجها هذا قد يكون مناسباً"فسألته"وهل أنت تريد العثور على أحدٍ أم أنك تريد فتاةً فقط كي ترتاح من ازعاج من حولك وحسب؟"يقول لي"حالياً لم أفكر بالزواج كشيءٍ ضروري بالطبع لا بد لي من ذلك بنهاية المطاف لكن الآن لا يزال لدي مجالٌ للتأجيل"ما يحاول زهر قوله أنه لم يقابل بعد الفتاة التي ستجعله يفكر بالزواج أسأله بابتسامة مكر"إذاً ما رأيك بهذا؟ لنرتبط بخطبةٍ مزيفة هكذا أنت سترتاح من زن من حولك وأنا سأضمن أن والدي لن يحاول تزويجي من شخصٍ لا أريده اليست صفقةً جيدة فأنا أيضاً لا أريد الزواج من أحدٍ في الوقت الراهن؟"رد علي زين بالموافقة وتابعنا الرقص حتى نهاية الحفل كانت رقصةً خاليةً من أي رومانسية لكن كان بيننا نوعٌ من الانسجام وبهذا انقضى أخيراً هذا الحفل وغدوت بعده فتاةً ناضجة بعد ذلك استغليت اقرب فرصةٍ لأخبر كلود عن الارتباط بيني وبين زين حدق بي بنظرات استياء فسألته "ما خطبك؟الدوق زين نبيلٌ وليس لديك أي سببٍ لترفض"قال لي محبطاً وهو ينظر بعيداً"كنت لا أزال أملك القليل من الأمل أنك ستعقلين وتقبلين خطبة الأمير ويليام لكنك بارعةٌ في تحطيم أحلام والدك في أن نغدو من أقرباء الملك القادم لهذه البلاد"سألته بتعجب"الملك القادم ما الذي يجعلك تعتقد أن الأمير ويليام سيكون الملك القادم وليس الأمير روبي؟"ينظر لي بتعجب ويسأل "الأمير روبي؟"فأرد بكل ثقة"أجل الأمير روبي إنه بالتأكيد أفضل من زير النساء خاصتك!"نظر الي كلود بخيبة وقال باحباطٍ لي"أنت حقاً لا تصدقين لا تقولي لي أنك تدعمين الأمير روبي في حين أن والدك يدعم الأمير ويليام؟فأجبته بفخر"أجل"لكنه ضرب رأسه بكفه متمتماً"اجتماع النساء مع السياسة لا يأتي منه أي خير..."غضبت من كلامه العنصري لذا سألته بحدة"ضع افكارك الذكورية جانباً واخبرني ما الذي يجعلك تدعم الأمير ويليام ذاك!"فقال باستخفاف"حتى لو شرحت لك هناك أمورٌ لا يمكن للنساء فهمها"قلت له وأنا أحاول كظم غيظي"اسمع يا كلود الغبي أنا لست ماما لتقول هذا الكلام العنصري أمامي واسكت لك واقول حاضر وأنت محق ببساطة إن أردت إقناعي بشيء فعليك الشرح وتقديم تفسيراتٍ منطقية ولا شأن لك أفهمها أم لا!"فرد علي بكشرة"إذاً اسمعي أولاً نادني بابا أنا لست زميلك في العمل ثانيا السبب الذي يدفعني لدعم الأمير ويليام هو بالطبع كونه أكثر كفاءة من الأمير روبي للحكم"استنكرت كلامه بصوتٍ عالي"اكثر كفاءة بأي معيارٍ يصبح زير النساء السافل ذاك أكثر كفاءة هل تحكم من عدد العشيقات أم ماذا؟!"نظر الي باستياء ورد"تعلمين اهانة افراد العائلة المالكة هكذا جريمة"قاطعته قائلة"اجبني لماذا هو أكثر كفاءة!"فشرح لي قائلاً"الشيء الوحيد الذي يكسبه الأمير روبي هو كونه الأمير الأول فمن ناحية العلاقات الدبلوماسية الأمير ويليام متفوقٌ على الأمير روبي هو يملك التأييد من معظم النبلاء وعدد داعمي الأمير روبي قليلون للغاية بالإضافة الى أن الأمير روبي يتغيب عن معظم المناسبات الإجتماعية ولا يحضر الا الضروري منها عكس الأمير ويليام"فكرت في نفسي اثناء كلامه "بالفعل رنان بالأصل شخص منطوي يفضل أن يجلس بغرفته الهادئة أو بالحديقة يقرأ كتاباً أو يستمع لعزفه المفضل من الذهاب لحفلٍ غبي ليرقص ويستقبل التهاني حتى أنا افضل ذلك لكن...الحياة صعبةٌ عندما تكون انطوائي في حقبةٍ تقدس الاجتماعيات"يكمل كلود قائلاً"من ناحية القوة الأمير ويليام متفوق فهو فاز بمسابقة الصيد العام الماضي وقد أدى آداءً مميزاً بالمبارازات"افكر بابتسامة فخرٍ تقول هذا هو رناني اثناء كلامه"اظن أن رنان ليس شخصاً ضعيفاً لكنه سيتعلم المبارزة للدفاع عن نفسه ومن يحب عزيزي ليس من نوع الرجال الذين يحبون التفاخر بقوتهم عن طريق الدخول بمبارزات لا داعي لها ولا من النوع الذي قد يؤيد قتل الحيوانات البريئة لاستعراض قوتهم"
يتابع كلود كلامه "حتى في المستوى التعليمي الأمير ويليام كان دائماً افضل من الأمير روبي في دروس السياسة والاقتصاد والحساب وغيرها"هنا استغربت جدا مما يقوله فوسام ليس غبياً ولكن أنا متأكدةٌ أن رنان اذكى منه بكثير لكن ليس هذا فقط بل يتابع ويقول"من ناحية الانجازات كذلك لقد كسب ود العامة عن طريق توزيع الاعاشات والاعالات لهم"ففكرت باستغراب"هذا غريب حقاً رنان الطيب يفترض أن يكون هو المبادر لهذا النوع من الأعمال لماذا الأمير ويليام السباق لذلك؟"يقول كلود بتذمر"كنت قد دبرت لك عريساً مميزاً لكنك حمقاء"المميز بنظرك كارثة بنظري كلود الغبي! المشكلة أن كلود ليس أعمى لدرجة أنه لم يرى كم فتاةً راقص ولي العهد في حفل بلوغي لكنه نفسه نسخةٌ منطويةٌ من ولي العهد لذا عندما تقدمت له سيدةٌ جميلة بطلبٍ كي يراقصها كان على وشك القبول لولا أن ماما ليزي انتبهت لذلك وتداركت الموقف ماما لطيفة فحتى في هذا الموقف كانت صورة المرأة المثالية التي تطيع زوجها ولا تزعجه أو تفسد علاقاته الإجتماعية تتصارع مع رغبتها الداخلية بإيقافه بسبب غيرتها لذا كل ما فعلته أنها أمسكت يده كأنها تذكره بوجودها عندما نظر كلود لجمال ماما بفستان الحفلة الذي انتقته بعناية وللاستياء الذي يحاول أن يرتسم بوجهها وهي تحاول جاهدةً ابعاده تتلألأ عيناه ويحمر قليلاً ثم يضحك من لطافة منظرها التفت بعدها للسيدة بابتسامةٍ وقال"أنا آسفٌ ولكن يبدو أن زوجتي الظريفة الغيورة لا تحتمل رؤيتي أراقص سيدةً أخرى لذا اعذريني"كانت السيدات مصدومات منذ متى والدوق كلود رومانسي هكذا لكنه يحضن أمي ويقبل يدها أمام الجميع وهي وجهها أصبح كالبندورة أثناء كلامه"دعينا نرقص معاً يا أرنبتي الحلوة"هكذا انتهى المطاف بهما للرقص معاً طوال الحفل وأنا كنت اشاهد هذا المشهد بنظرات تقزز من رومانسيته المبتذلة ما هو هذا الحب الذي تكاد فيه تخون شريكك ثم تلعب دور العاشق الولهان أمامه يا صاحب الوجهين كلود الغبي!
بعد نهاية حديثنا معاً صعدت الى غرفتي وأنا محتارةٌ مما سمعت منه،كان هناك افتراضٌ واحدٌ فقط ببالي لسببٍ ما رنان لا يأخذ المنافسة على العرش على محمل الجد لكن لماذا؟ انهض بسرعةٍ عن السرير بملامح جادةً وأنا اقول في نفسي"لا يمكن أن يكون ذاك الفاسد الذي اختاره كلود الفاسد أفضل من رنان للحكم قد يكون تفضيلي رنان على وسام هو فعلاً اختيارٌ عاطفي بالطبع فهو حبيبي العزيز ولكن أنا واثقةٌ من شيءٍ واحد أنا لست نوع الفتيات التي تأمن لاعطاء قلبها لأيٍ كان الشخص الذي احسن صون قلبي سيحسن صون ممكلته لذا أنا متأكدةٌ أن لا أحد سيكون أفضل من روبي لحكم هذه البلاد هذا الرجل لا يحتمل رؤية أحدٍ يبكي دون أن يفعل شيء من أجله حتى لو كان هذا الشيء مجرد الجلوس قربه ورعايته بصمت شخصٌ يملك حساً عالياً بالمسؤولية والعدالة مثله قطعاً هو مناسبٌ لحكم هذه البلاد أو أي بلادٍ أخرى لكن...كيف اجعله يكسب وسام...علي التحدث إليه لافهم منه سبب عدم اخذه المنافسة على محمل الجد ومحاولة اقناعه أن يتوقف عن الاخفاق عن عمد بالدراسة لكن أولاً إن كان تأييد النبلاء مهم فأنا علي البدأ باستمالتهم لصف روبي كلود الغبي لا فائدة منه فهو مقتنعٌ تماماً أن وسام أفضل ومعاييره كأخلاقه عفنة، لا أريد حقاً أن ينتهي المطاف بي ابنةً عاقةً ضربت من يسمي نفسه اباها،لكن كيث قد يواقف أن يؤيدني طالما هو من سيرث عن كلود لقب الدوق فلا مشكلة "بينما كنت غارقةً بأفكاري تذكرت زين فبرقت عيناي"بالفعل! زين من بين شخصياتي هو الاذكى! عقلاني محنك وذو مكانةٍ في هذا العالم كذلك إن كسبته في صفي فسأكون اكتسبت حليفاً مذهلاً للأمير روبي وشريكاً في خططي القادمة والأهم زين شخصية اجتماعية بامتياز سيكون أفضل مني بكثير لاقناع باقي النبلاء أن يحولوا دعهم للأمير روبي! المشكلة أنه في قصصي عادةً ما يكون صديقاً مقرباً من وسام لا اذكر أنني رأيتهما يتحدثان في الحفل فقط كان ذاك الغبي منشغلاً بالقفز من حضن لحضن ربما لم يصبحا مقربين بعد عندها قد يكون هناك فرصةٌ لاقناعه يجب أن اقابل زين واتحدث اليه"هكذا حصلت أخيراً على أول هدفٍ لي منذ ولدت بهذا العالم وهو دعم روبي ليكسب الحكم عندما حسمت أمري نزلت اتحدث مع كيث الذي اتسعت عيناه من الدهشة بسبب ما سمعه فقال"اختي إيلي...أنت حقاً واقعةٌ بحب الأمير روبي.."صرخت بوجهه قائلةً"لا علاقة لحبي بهذا الآن أنا أريده أن يصبح الملك لأنني مؤمنةٌ أنه مأهلٌ لذلك! ألم تقل إنك ستدعمني؟"يجيبني وهو يشيح بصره"امم لكن أظن أنني اثق بحكم بابا"رددت عليه بغضب"إذاً أنت تقصد أن حكمي سيء!"يحاول أن يبرر فيقول ملوحاً بكفيه"لا لم اقصد ذلك"ظللت ارمقه بنظراتي الغاضبة حتى استسلم و قال"حسنا حسنا سأفكر بالأمر اعدك"غربت الشمس لتطل أخيراً شمس يوم زيارة زين لقصرنا كي يطلب خطبتي أمي بقيت منهمكةً مع الخادمات بالتحضيرات طوال اليوم بينما أنا كنت طبيعيةً ولم البس أي شيءٍ مميز عند انتهاء كل المراسم دعوته لنخرج معاً الى الحديقة كانت ليلةً هادئة لا يعكر صوفها أي شيءٍ ،فلا ترى إلا نور النجوم ولا تسمع اذنك إلا حفيف أوراق الأشجار وأصوات الليل كالبوم وصراصير الليل ووقع أقدامنا ونحن نتمشى تحت نور القمر و بين الزهور فواحة العبق نظرت الى زين وسألته "ما رأيك بصراع الحكم في العائلة المالكة؟"سكت لبرهة نظرت أمامي واكملت مع ملامح انزعاج بدت بوضوح على وجهي"أبي كان واثقاً من نيل الأمير ويليام العرش لدرجة أنه خطط لخطبتنا في الماضي"حولت نظري الى زين من جديدٍ سائلة" هل أنت تأيده في ذلك؟"اجابني بهدوء"امم بغض النظر عن الخطبة أنا أيضاً اجده مؤهلاً للحكم هل لدى الأميرة ايلينا رأيٌ مغاير؟"اومأ"امم"ثم مع نسيم المساء الهادئ التفت باتجاه زين بكل حزمٍ وثقة قائلةً"أنا أدعم الأمير روبي وأريدك أن تدعمه مثلي" تتطاير خصلات شعر زين الشقراء القصيرة لأرى بوضوح ملامح الدهشة بادية على وجهه البريء
Â
---